2/13/2012

....فمنذ أغتيال الوزير الراحل شهيدنا البطل الرئيس ايلي حبيقة



أن الوزير الراحل شهيدنا البطل الرئيس ايلي حبيقة لم يترك المطر وحده يروي الأرض، فسالت دماؤه غزيرة تروي أرض لبنان التي أحبّ، مؤكداً ما ردّده دائماً "أنّ الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء

...كلّ شهداء الامس أصبحوا شهيداً واحداً

....فمنذ أغتيال الوزير الراحل شهيدنا البطل الرئيس ايلي حبيقة

شهداء التاريخ هم شهداء الوطن، وهؤلاء هم شهداء لبنان، كلّ لبنان وكلّ لبنانيّ
فبشهادتهم شهد لبنان شهادةً تاريخيّةً حافلةً بسيول دمائهم.
ومع شهادتهم أبكي وأنوح اليومَ لأنَّ الذين يعتبرون أنفسهم كبار الوطن اليوم، قد أزالوا كلَّ شهداء الماضي، شهداء الأمس، واكتفوا بشهيدٍ واحدٍ وهو شهيدهم.
أين هُدِرَ دم شهداء الأمس؟ أيّ موقعٍ يحتلّه شهداء الأمس في ذاكرتنا اليوم؟
فيا أهل الجبل، هل نسيتم أغتيال الوزير الراحل شهيدنا البطل الرئيس ايلي حبيقة وشهداءكم الذين سقطوا؟

ويا أهل البقاع، هل نسيتم شهداء زحلة في بداية الثمانينات؟
أمّا أنتم يا كسروانيون، هل نسيتم "الشيخ بشير"؟ ويا شماليون، هل نسيتم شهادة "الرئيس معوّض"؟
ولكن أهل الجنوب، لا وأقول مجدَّداً لا تنسَوا، شهداء المقاومة.
وانت يا بيروت "يا ستَّ الدنيا" هل نسيتِ شهداء الحرب، شهداء لبنان؟ فكيف تقبلين بأن تقتصر شهادة لبنان بشهيدٍ واحدٍ اليوم!!! فيا عينيّ، نعم اذرفوا الدموع على شهداء الأمس وعلى لبنان الذي نساكم!!!
فيا عاصمتنا بيروت، لك الحق كلَّ الحق، أن تبكي شهيدك، أن تقيمي ذكراه، أن تحيي روحه، أن ترفعي صوره، ولكن ليس من حقك ومن حقّ كبارك أن تمحوا شهداء الماضي من ذاكرتنا ومن تاريخنا ليبقى لنا شهيداً واحداً فقط ولا بديل عنه. بحقِّ السماء قولوا لي: كيف يمكن أن تقبلوا محو الماضي وشهادته وأن يُمحى دم الاستقلال ليحلَّ مكانهم شهيدٌ واحدٌ، وليصبح لكل لبنان، للمسيحيّ وللمسلم وللدرزيّ ولغير المؤمن شهيداً واحداً بدل الشهداء.
مَن أنتم – بحقّ الله – لكي تزوّروا تاريخنا وتمحوا أسماء شهدائنا من لوح علم شهادة واستقلال لبنان؟
مَن أنتم - بحقّ الله – لكي تدفعوا الأموال لحشد الحشود وإضاءة الشموع على قبر شهيدٍ واحدٍ وكأن لامثيل له؟
مَن أنتم – بحقّ الله – لكي تتآمروا مع دُول العالم لفبركة من هو القاتل؟
مَن أنتم – بحقّ الله - لكي تقيموا محكمة دُوليّةً فقط لشهيدكم، متناسين شهداء الماضي؟ أليسوا اولئك الاخرون ببشر شهداء مثل شهيدكم؟
مَن أنتم – بحقّ الله – لكي تجعلوا من ذكراه، يوم عطلةٍ وطنيّةٍ، يوم شللٍ في البلد على جميع أصعدته، ...؟
مَن أنتم – بحق الله - ...؟ مَن أنتم – بحق الله - ...؟ مَن أنتم – بحق الله - ...؟
بأيِّ سلطانٍ تفعلون كلُّ هذا؟؟؟
استيقظ أيها اللبنانيّ من غيبوبتك! استيقظ أيها اللبنانيّ لماضيك!
استيقظ يا لبنان وطناً وشعباً ومؤسسات! استيقظ لكي تبقى عارفاً جميل كلّ شهدائك!
استيقظوا يا شباب لبنان لكي تجعلوا من صوتكم صوت كباركم وليس من صوتهم صوتكم.
كفى هُزءاً، كفى مسخرةً، كفى بكاءً على الأطلال !
قُم يا لبنان ويا لبنانيّ واشكر شهداءك جميعاً على كل ما بذلوه وقدّموه من أجل لبنان، ولا تشكر وتحيي ذكرى شهيدٍ واحدٍ ناسياً ومتناسياً شهداء الأمس، شهداء الماضي.
شكراً لكم يا شهداء لبنان، يا شهداء الأمس. واعذروا كلَّ واحدٍ شطبكم من تاريخ الشهادة، من تاريخ لبنان